القصص جزءٌ لا يتجزأ من إنسانيتنا؛ فهي ليست مجرد وسيلة تواصل أو ترفيه، بل هي جوهر معرفتنا وطريقة تفسيرنا للواقع من حولنا. على مدى آلاف السنين، كانت القصص الأداة الأكثر فعالية في نقل الخبرات والقيم والأفكار من جيل إلى آخر، وظلت لها القدرة الفائقة على التأثير في أحاسيسنا، أفكارنا، وسلوكنا. حين نروي قصة، فإننا لا نقدم مجرد معلومات، إنما نبني جسراً مع الآخرين. ولذا، فإن تعلم فن سرد القصة ليس مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة لمن يرغب في تحقيق تأثير عميق ومستدام.
كتاب كيف تسرد قصة؟ يأتي استجابةً للحاجة المتزايدة إلى فهم أعمق لمهارات سرد القصة وتطبيقاتها المتنوعة في الحياة والصحافة والتواصل. سواء أكنت كاتباً صحفياً، أم مدوناً، أم راوياً، أو حتى شخصاً يسعى إلى تحسين مهاراته في التواصل اليومي، فإن هذا الكتاب يقدم لك الأدوات والمعارف اللازمة لإتقان فنٍ نحن البشر مجبولون عليه السرد.
وذلك كله عبر خريطة طريق واضحة وسهلة تقودك من فهم الأساسيات إلى احتراف كتابة قصة صحفية كاملة العناصر.
والقصة ليست شيئاً يُضاف إلى التجربةِ الإنسانيّة؛ بل هي الأتون الذي تُصهَرُ فيه حقيقتُنا نحن البشر. وفي كلِّ عصرٍ، منحتنا القصصُ التي نسردُها القُدرةَ الخارقة الوحيدة التي عرفتها البشرية أن نتخيّلَ معاً، وأن نعمَلَ معاً.
غير أنّ هذه القُدرة على السرد، سيفٌ ذو حدَّين؛ فالخيالُ الذي يوحِّدُ قد يُمزِّق، والقصةُ التي تكشف قد تَطمِس.