هل سألت نفسك يوماً ماذا لو كان الإيقاع الذي نعيش عليه ليس سوى صدى لوهم؟نحن نعيش ونمضي، نبحث عن قصة محبوكة الأركان، عن بداية واضحة تقودنا إلى ذروة مريحة ثم نهاية عادلة. نتوقع أن تكون الحياة رواية تقليدية، مكتملة الشخصيات والزمن المنضبط. لكن، ماذا لو انهار هذا البناء فجأة؟هذا الكتاب ليس رواية تقرأها من الغلاف إلى الغلاف لتنتهي، بل هو درب تسلكه داخل فضاءاتك المجهولة، مدخل إلى متاهة غير اعتيادية حيث كل شيء متأرجح، من عناوين الفصول الثنائية المتكررة (""فقد فقد""، ""تجلى تجلي"")، إلى أرقام الساعات التي تتطابق بانتظام كأنها تومئ بوجود نظام كوني خفي يحكم الفوضى.هنا، لن تجد الراوي الذي يقودك خطوة بخطوة؛ بل ستجد نفسك أنت الراوي والشخصية والبحث كله.في هذه الرحلة، يتوقف الزمن عن كونه خطاً مستقيماً ليصبح دائرة تلتف حول أسئلة الوجود الكبرى ما هو معنى الأمانة المفقودة التي يتهامس حولها التراب؟ ما هو سر المسبحة التي تنتقل بين الأجيال لتشهد على وداع لم يكتمل؟ وكيف يمكن للروح أن تجد سكينة الإدراك عندما يكون كل ما حولها يعيد تكرار ذاته بنظام مجهول؟قد لا يمنحك هذا النص أجوبة مباشرة، بل سيمنحك الأداة لتبدأ بحثك الخاص. إنه دعوة للقفز من سفينة اليقين إلى بحر الاحتمالات، حيث يلتقي الحزن بالإلهام، والغموض بالبصيرة. استعد لارتداء حُلّة الفيلسوف، لتواجه نفسك في مرآة لم تكن تعلم بوجودها من قبل.اِطْوِ صفحة الماضي.. وادخل إلى رحلة لا تَعِدُك بالمسلّيات، بل تَعِدُك بالتحوّل.